عجلان و إخوانه.. شراكة «القلب الواحد»
في المقابلة الصحفية التي أجرتها صحيفة الرياض مع الشيخ عجلان بن عبد العزيز العجلان والتي نشرت بتاريخ 20/1/2013 , كشف من خلالها الشيخ العجلان عن بعض أهم المحاور الرئيسية في سيرتهم الشخصية والمهنية لمجموعة عجلان واخوانه , وقد أتت بعضا من هذه الأحداث لتلقي الضوء على البدايات التي مهدت لظهور شركات عجلان واخوانه في عالم المال والأعمال , حيث وكما ذكر الشيخ العجلان تعود البدايات وهو بعمر الخمس سنوات برفقة والده في «سوق المقيبرة»، وتحديداً في «سوق الحساوية» وسط الرياض -الذي كان يضم تجار بيع «الأرزاق» مثل: الهيل والسمن والزنجبيل وبعض التوابل، ومحلات صغيرة لبيع الملابس والأقمشة-، حيث كان يذهب إلى السوق مع أبيه وعمره خمسة أعوام، ومع الأيام استوعب طريقة البيع والشراء. حينما بلغ (12) عاماً، بدأ يبيع في "بسطة" بجوار محل الوالد، حيث كان يجلس في محله حينما يخرج لتحصيل بعض الأموال، مما أكسبه خبرة في كيفية التعامل مع العملاء.
المقابلة الصحفية التي أجراها الأستاذ الصحفي سلطان العثمان والتي أثار فيها عديدا من الأمور التي لم يكن غالبية من يعرفون العجلان على المستوى الشخصي او المهني يعرفونها , حيث تحدث الشيخ العجلان عن الخطوة المفصلية الأولى التي اتخذها في حياته والتي تعود الى العام 1978 حين وجد نفسه أمام خيارين، إما الالتحاق مع البعثات الدراسية في الخارج أو مواصلة العمل التجاري، وبالفعل اختار العمل التجاري، وبدأ في تجارة الأقمشة والملابس و»الغتر» و»الأشمغة»>
عجلان بن عبد العزيز العجلان -رئيس مجلس إدارة شركة عجلان وإخوانه- استطاع وأشقاؤه «سعد» -رحمه الله- و»محمد» و»فهد» -بعد تقاعد والدهم- العمل في السوق، والشراكة «على قلب واحد»، والتوسع في النشاط، بل وافتتاح فروع خارج مدينة الرياض، والمدن الكبرى مثل جدة ومكة ومدن المنطقة الشرقية وبريدة، حتى أصبح لديهم الآن شبكة فروع في جميع مدن المملكة، كما أنهم بدأوا في تلبية طلبات العملاء عن طريق مندوبي المبيعات في كل مكان دون استثناء حتى في دول الخليج.
وقد كشف الشيخ عجلان العجلان في مقابلة الأستاذ العثمان عبر صحيفة الرياض أهم المراحل الزمنية التي مرت فيها مسيرتهم المهنية , حيث ذكر ان النقطة المفصلية في تجارتهم كانت عام 1990م، حيث دخلت القنوات الفضائية بعد حرب الخليج، وغيّرت مفاهيم أسلوب التسويق، مع حدوث تغيّر في ثقافة المستهلك، وبالتالي تطلب الأمر تغيير أسلوب التسويق، بتأسيس الماركات التجارية الخاصة بالشركة، للمحافظة على جودة المنتجات, وأوضح "العجلان" أنه في العام 1979 انضم إلى العمل معه شقيقه "سعد" -رحمه الله-، ثم "محمد" ثم شقيقه الأصغر "فهد"، مبيناً أنه بعد ذلك حولوا المحل الأول إلى مركز للبيع بالجملة، والثاني لأخيه "سعد"، والثالث لأخيه "محمد"، لافتاً إلى أنهم يفتحون المحلات في الصباح الباكر ويغلقونها في المساء، مع متابعة العمل، مؤكداً على أنهم كانوا يحملون البضائع بأنفسهم حينما لا يجدون حمّالين، ذاكراً أنه بعد هذه المرحلة بدأوا يتوسعون ويفتحون فروعا خارج الرياض في المدن الكبرى مثل جدة ومكة ومدن المنطقة الشرقية وبريدة، وتوسعت أعمالهم حتى أصبح لديهم الآن شبكة فروع في جميع مدن المملكة، مؤكداً على أنهم يلبون طلبات العملاء عن طريق مندوبي المبيعات في كل مكان دون استثناء حتى في دول الخليج.
وذكر "العجلان" أنه حصروا عملهم في "الأشمغة" و"الغتر" و"القطنيات" و"الأثواب"، مضيفاً أنه من أهم العلامات التجارية التي تم تسجيلها في ذلك الوقت هي علامة "دروش"، حيث يملك السوق منه تقريباً (50%)، مبيناً أنهم صرفوا خلال (22) عاماً تقريباً (100) مليون ريال في مجال الدعاية لعلامة "دروش"، وبعد ارتفاع أسعار التكلفة في الدول الأوروبية واليابان وارتفاع أسعار العمالة اتجهنا مباشرة إلى دولة الصين؛ لأن معظم الشركات الأمريكية والأوروبية أسست مصانع لها في الصين، مشيراً إلى أنه منذ عام 1400ه وحتى يومنا هذا مازالوا يعملون في هذا المجال، أي ما يزيد على (34) عاماً، موضحاً أنه بلغ رأس مال شركة عجلان وإخوانه تقريباً (300) مليون ريال.
وفي استفسار الأستاذ العثمان عن أهم أسباب نجاحه في العمل التجاري ذكر "العجلان" أن أهم الأسباب هو الاتكال على الله سبحانه وتعالى وتوفيقه، ثم وجود أشقائه معه في العمل، وكفاحهم المستمر لتحقيق النجاح، أيضاً الصدق في التعامل مع الزبائن وكسب ثقة العملاء، مع الاستعانة بكفاءات تسويقية وإدارية من أجل تطوير العمل والتوسع فيه، مؤكداً على أن "شركة عجلان وإخوانه" تُعد من أفضل الشركات من حيث الكفاءات وإدارة الأعمال وتوظيف التقنية للتطوير العمل،
وتحدث العجلان في المقابلة عن واقع المجتمع في المملكة من حيث العادات والتقاليد والتعليم والصحة، وكذلك العمل والانفتاح، قائلاً: يظل المجتمع السعودي من أفضل المجتمعات في العالم، وعلى الرغم من وجود بعض السلبيات والتغييرات، إلاّ انه لازال مجتمعاً محافظاً على عاداته الطيبة، ومحافظاً على تواصله الأسري والاجتماعي، متمنياً أن يستمر هذا التواصل والتراحم والتكافل الاجتماعي، مضيفاً أن التعليم ليس بالمستوى المأمول، حيث ألاحظ فرقاً كبيراً بين التعليم العام الذي يمثل (99%) والتعليم الخاص، مشدداً على أن المطلوب هو التركيز على الكيف وليس الكم، وأن يكون هناك تعليم له مخرجات تدفع الطالب أن يكون قادراً على العمل والإنتاج، مشيراً إلى أنه بالنسبة للتعليم الجامعي وبرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي هو خطوة رائعة غير مسبوقة، وسيخلق طفرة عمل كبيرة في مجالات متنوعة.
وقد أوضح الشيخ العجلان أن العمل التجاري لا يخلو من المعوقات، لكن بالإصرار والعمل المتواصل والصبر يستطيع الإنسان أن يتغلب عليها، أو على الأقل التعايش معها، مضيفاً أن أكثر ما عانوه هو تقليد العلامات التجارية التي تؤدي إلى سلب جهودهم في الترويج للعلامة التجارية وتطويرها، لكن بالمتابعة والإصرار والتعاون مع وزارة التجارة استطاعوا القضاء على التقليد.
وفي معرض حديثه ذكر الشيخ العجلان ان قطاع الملابس يحتل المركز الثاني من حيث الأهمية بعد قطاع المواد الغذائية الذي يحتل المركز الأول، مبيناً أن تجربته في العمل امتدت لأكثر من (35) عاماً، إضافةً إلى ما يزيد على (10) أعوام عملها مع والده، موضحاً أنه تعلم أن حب العمل والإخلاص له بإعطائه الوقت والجهد مع الإصرار المتواصل سيقود إلى تحقيق النجاحات، وبعد النجاح تأتي المحافظة على السمعة التجارية الطيبة؛ لأنها هي رأس المال الحقيقي في العمل التجاري، أيضاً لابد من اختيار النشاط التجاري المناسب للقدرة المالية، مع عدم تشتيت الجهود في أكثر من نشاط، بحيث تنتقل من نشاط لآخر؛ لأن هذه الطريقة لا تؤسس تجارة، ولن تكتسب منها الخبرة الكافية.
الشيخ العجلان وبين ثنايا الحديث كانت فكرة تأثره بوالده - أطال الله في عمره - واضحة جلية , حيث لم يُخف تأثير والده على مسيرته وعلى إدارته العامة والخاصة ، فهو أستاذه الذي منحه كل الثقة منذ أن كان صغيراً، وهو ما أعطاه مزيداً من الجرأة والإقدام تجاه العمل، بل واتخاذ القرارات، ثم يأتي من بعد ذلك أشقاؤه "سعد" -رحمه الله- و"محمد" و"فهد".ولا يتوقف الشيخ العجلان عن ذكر أول درس تعلمه من والده وهو في سن الخامسة وما زال يطبقه ويعلمه للأجيال الجديدة ألا وهو : «السمعة الطيبة هي رأس المال الحقيقي».
[img][/img]